dimanche 24 janvier 2010

التغذية السليمة أهم ما يقوي الذاكرة ويساعد على التركيز


الامتحانات على الأبواب، وفي هذه الفترة يزداد القلق بالبيوت، ويشكو أولياء الأمور من إعراض أبنائهم عن تناول الطعام عمومًا، وكثرة

حدوث التقيؤ والاضطراب النفسي، فهل لهذه المظاهر علاقة بنوعية الطعام؟ وهل هناك أنواعٌ من الطعام يمكن أن تساعد على حل مشكلة النسيان وضعف الذاكرة التي يكثر منها الشكوى أثناء فترة المراجعة والامتحانات؟!
في هذا الحوار مع خبير التغذية- الدكتور حمدي عبد الله- يكشف لنا كيف يلعب الطعام الصحي دورًا مهمًّا في التركيز والتفوق والتحصيل وتحقيق الهدوء النفسي، واضعًا لنا مواصفات الوجبات المثالية في فترات الامتحانات، فإلى نص الحوار:
يعاني التلاميذ والطلاب في فترة قبيل وأثناء الامتحانات من عدم الرغبة في الطعام، فما سبب ذلك؟
** في أثناء الفترات التي يبذل فيها الإنسان جهدًا ذهنيًا شاقًا.. غالبًا ما يصحبه إعراضٌ وعدمُ رغبة في الطعام، لا سيما إذا كان هذا الجهد مصاحبًا لقلق وضغط نفسي، كفترات الامتحانات، والتي يكون فيها التلميذ أو الطالب في حالة توتر عصبي، وعدم استقرار نفسي، وخوف من الامتحان، وهذا شعور طبيعي، إلا أنه يمثل خطورةً كبيرةً على هؤلاء الطلاب؛ حيث إن عدم التغذية الجيدة يُفقد التركيز في المذاكرة، بل ويقلل التحصيل، ويصيب الجسم بالضعف، والهبوط العام، والرغبة المستمرة في النوم.
وكيف نعالج هذه المشكلة، خاصةً وأن تناول الطعام لا يكون بالإجبار؟
** يعتمد ذلك على الأسرة، وكيفية تقديم الوجَبَات المحبَّبة للطالب في أوقات متفاوتة، مع مراعاة تنوُّع الوَجَبات الغذائية بحيث تشمل مختلف العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، من بروتينات، وفيتامينات، وكربوهيدراتات، ودهون، ونشويات، وحديد.. وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية.
وهل فترة المراجعة تحتاج نوعًا معينًا من الغذاء يختلف عن الفترات العادية؟
** الأصل أن الإنسان لا بدَّ أن يحقق توازنًا في غذائه في مختلف الأوقات، لكنه نظرًا لأن هذه الفترة تقلُّ فيها الرغبة في الطعام بسبب القلق؛ فإن الوَجَبات الغذائية يجب أن تتَّسِمَ بعدة سمات، أهمها: أن تكون سريعة الهضم؛ حتى لا تُسبب مشكلات عسر الهضم وتقلصات المعدة وغيرها من المشكلات، كما يجب أن تحتوي على العناصر الغذائية الكاملة؛ ولذلك فيفضَّل في وجبة الإفطار أن تكون من الألبان أو منتجاتها؛ حيث تحتوي على قيمة غذائية عالية، وفي نفس الوقت هي سريعة الهضم، بالإضافة إلى أحد الأطعمة التي تحوي النشويات لا سيما العسل؛ حيث يعطي طاقةً عاليةً وقيمةً غذائيةً جيدةً، أو أحد أنواع المربى، وكذلك ثمرة أو عدة ثمرات فاكهة طازجة، أما وجبة الغذاء فيجب أن تحتوي على المكونات الأساسية من البروتينات، مثل اللحوم أو الأسماك أو الدواجن والفيتامينات في الخضروات المختلفة.
ويفضَّل ألا ينامَ الطالب بعد تناول وجبة الغذاء قبل ساعتين؛ حتى لا يسبب له ذلك انتفاخات بالمعدة وتقلصات، وأمراضًا أخرى، فيزداد بُعده عن الطعام.
أما العشاء فيكون خفيفًا، ويفضل أيضًا أن يكون من الألبان ومنتجاتها، وبذلك نضمن تغذيةً مفيدةً للطالب، وفي نفس الوقت لا تسبب له مشكلات جانبية.
يشكو الطلاب كثيرًا من النسيان وضعف الذاكرة في فترات المراجعة وقبيل الامتحانات،

فهل هناك أنواع من الطعام تعمل على تنشيط وتقوية الذاكرة والتركيز؟
** الشعور بالنسيان حالة نفسية تنتج عن القلق والخوف، وغالبًا عندما يدخل الطالب الامتحان يتذكر على الفور ما ذاكره واسترجعه من دروس، لكن قد يكون النسيان بسبب ضعف التغذية أصلاً؛ حيث إن إعراض الطالب عن الطعام يتسبب في عدم التركيز، ومن ثم يضعف التحصيل، ويؤدي في النهاية إلى عدم ثبات المعلومة بالذهن، ومن الأطعمة التي تنشط الذاكرة وتقوي التركيز الفواكه الطازجة عمومًا والعصائر، وكذلك الخضروات التي تحتوي على الكثير من الفيتامينات والكربوهيدرات، ولا يجب إغفال أهمية البروتينات والنشويات، ولكن بالقدر المعقول والمتوازن.
ظاهرة منتشرة بين التلاميذ والطلاب في هذه الفترة، وهي كثرة التقيؤ، فما أسبابها..؟ كيف يتخلص الطالب من هذه الظاهرة؟
عملية التقيؤ في هذه الفترة غالبًا لا يكون لها سبب عضوي مباشر، وتنتج عن الاضطراب والقلق والخوف، وهي أيضًا تكثر في حالة عدم التغذية الجيدة أو في حالة ما تكون المعدة خاليةً، أما الطالب إذا تناول الوجبة سريعة الهضم وعالية القيمة الغذائية فيقل معها التقيؤ، وليس التقيؤ فقط هو ما ينتج عن القلق وضعف التغذية، بل قد يسبب ذلك أيضًا الهرش بالجسم، وظهور أنواع معينة من الحساسية، أو الشعور المستمر بالصداع، وأنواع أخرى من الأعراض التي تختلف من فرد لآخر.
غذاء صحي متوازن
هل يوجد غذاء خاص يقلل من القلق ويحقق الهدوء النفسي في هذه الفترة؟
** عملية التغذية كلها مرجعها إلى الأسرة، والتي يمكن أن تساعد أبناءها على تحقيق الهدوء قبل الغذاء، من خلال بث الثقة فيهم، وتهوين الأمر لهم من غير تساهل، أما بالنسبة للطعام فمعروف أن العصائر عمومًا- والليمون خاصةً- من المهدئات، وكذلك السوائل عمومًا تُعتبر من المغذيات المهمة للطلاب في هذا الوقت، وهناك مشكلة كبيرة يغفل عنها الكثير، وهي الإكثار من المنبهات أثناء المذاكرة؛ بحجة زيادة التركيز، وعدم النوم، ومقاومة الكسل، وهذا السلوك من أخطر ما يصيب الطالب؛ حيث إن المنبهات تؤثر على المخ وتجبره على العمل فترةً أطول من الطبيعية بالنسبة له، فيقل التحصيل الذي يكون لفترة صغيرة، ويكثر النسيان، كما يزيد من التوتر وعدم الهدوء؛ ولذلك ننصح بعدم تناول المنبِّهات في هذه الفترة، كالقهوة والشاي وغيرهما من المنبهات إلا بالقدر الطبيعي المعتاد قبل مرحلة الامتحانات، بل يفضل أحيانًا التقليل من المنبهات عن القدر الطبيعي في فترة الامتحانات حتى لا يكثر التوتر والقلق
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire